حول رؤية هلال شوال ” كتب استاذ الرياضيات السيد احمدو بويه ولد آبني مهتم بشأن الفلك

قال صلى الله عليه وسلم : صومو لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين. وقال أيضا : “لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له”

معلومات عامة..

لا يمكن الحديث عن إمكانية أي رؤية للهلال إلا إذا كان الاقتران قد حدث قبل الغروب، والاقتران أو المحاق هو اللحظة التي تكون فيها مراكز الأجرام الثلاثة الشمس، والقمر، والأرض على استقامة واحدة.

إضافة لذلك لا بد من تحقق بعض الأمور حتى تكون الرؤية بالعين المجردة ممكنة :
1. أن تزيد المدة الفاصلة بين الاقتران وغروب الشمس المعروفة اصطلاحا بعُمر الهلال على 15 ساعة و33 دقيقة.
2. أن يغرب القمر بعد الشمس بنصف ساعة تقريبا أو أكثر، وتعرف المدة بين غروبي الشمس والقمر بالمكث.
3. أن تزيد الاستطالة، وهي المسافة الزاوية بين الشمس والقمر، عند الغروب على 7.7 درجة.

وقد تتحقق كل هذه الشروط ولا يرى الهلال، لكن اختلال شرط واحد منها كفيل بجعل رؤية الهلال غير ممكنة بالعين المجردة نظرا لقلة إضاءته، وقربه الشديد من الشمس ومن الأفق.

هلال شوال هذه السنة..

تجمع المعايير الفلكية على عدم إمكانية رؤية هلال شوال مساء السبت التاسع والعشرين رمضان في موريتانيا وفي كل دول العالم الإسلامي، لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب أو أي تقنية أخرى، رغم أن القمر سيبقى مدة ربع ساعة تقريبا في السماء بعد غروب الشمس، لكن الشروط الثلاثة التي تحدثنا عنها بداية لن تتحقق، فعمر الهلال سيكون ثمانية ساعات وربع تقريبا، ومكث القمر أقل من سبع عشرة دقيقة، واستطالته خمس درجات فقط.

ومما يؤكد المعلومات السابقة الكسوف الجزئي للشمس المنتظر صباح السبت، والذي يعتبر اقترانا مرئيا سيشاهده الجميع، ولا يمكن بطبيعة الحال رؤية الهلال بعد الكسوف بساعات قليلة.

دعوة للتأكد من الشهادات..

هذا وقد دعا مدير مركز الفلك الدولي د. محمد شوكت عودة – في تقرير صادر عن المركز – إلى أهمية التنبه للشهادات الواهمة التي قد ترد في ذلك اليوم، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص قد يقع في الخطإ ويتوهم رؤية أهلة غير موجودة في السماء.

أحمدو بويه ولد آبني
أستاذ رياضيات، مهتم بالفلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *