
في زمنٍ تختلط فيه الأصوات وتكثر فيه الحسابات الوهمية، يبقى بعض الرجال علامات فارقة لا تُعرِّف بهم الكلمات، بل تُعرِّف بهم سيرتهم وأخلاقهم ومواضع أقدامهم في حياة الناس. ومن هؤلاء رجل الأعمال محمد محمود ولد المصطفى العلوي؛ الرجل الذي سبقته هيبته الأخلاقية قبل نجاحه المالي، وسبقه ورعه وزهده قبل تجارته ومكانته.ينتمي محمد محمود إلى أسرة علمية عريقة، خرجت من بيئةٍ اشتهرت بالعلم والصلاح والورع والزههد و رسّخت جذور القيم قبل أن تُرسّخ الحضور الاجتماعي. لم يكن الرجل طارئًا على مكارم الأخلاق، بل وُلد في بيتٍ تُورّث فيه المروءة قبل المال، ويُتَعلَّم فيه السخاء قبل التجارة.عرفه الناس كريمًا، سبّاقًا للإنفاق، سخِيّ اليد، باسطَ المعروف، لا يردُّ محتاجًا ولا يميّز بين قريبٍ أو بعيد. طرق أبوابه الكثيرون، وكلّهم خرجوا بواجب الضيافة وتمام المروءة، فمن لم يُعنه بماله أعانه بكلمته، ومن لم يُواسِه بيده واساه بأخلاقه، وما دخل عليه صاحبُ حاجةٍ إلا وخرج وقد أدرك أن الدنيا ما زالت تنجب رجالًا يشبهون الأولين.ومع ذلك، لم يسلم الرجل من حملات التشويه التي تطل بين الفينة والأخرى من بعض الحسابات؛ منها ما يحمل أسماءً حقيقية، وأكثرها يختبئ خلف أسماء مستعارة. واللافت أن معظم هذه الأصوات تأتي من أشخاصٍ نالهم فضل الرجل، وأكلوا من كرمه، واستظلوا بمروءته، قبل أن ينسوا ما كان ويتخذوا الإساءة منهجًا.لكن الفرق بين المقامات كافٍ لتفسير المشهد: الرجل أكبر من أن ينشغل بمن دونه، وأسمى من أن يدخل في مهاتراتٍ لا تليق بسيرته ولا بمنزلته. لم يلتفت، ولم يرد، ولم يُقاض أحدًا رغم أن القانون يمنحه كامل الحق في ذلك، فهو خبيرٌ به ويعرف حدوده وأدواته جيدًا. ومع ذلك آثر الارتفاع عن سفاسف الأمور، وفضّل أن يظل كما عهدته الناس: صاحب خُلُق، وصاحب صدرٍ رحب، لا تُحرّكه الصغائر ولا تنال منه السهام الطائشة.إن مقام محمد محمود ولد المصطفى لا يحتاج إلى مقالات لتثبيته، ولا إلى ردود لرفع شأنه؛ فأعماله وحدها تكفي لتكون شاهدًا على نبله، وكرمه، ولا يضرّ السماء نبح الكلاب، ولا يُنقص البحر أن تُرمى فيه الحجارة.ستظل أخلاق الرجل وورعه وإنفاقه ومحبته للخير هي السيرة الباقية، أما حملات التشويه فسرعان ما تنطفئ لأنها بلا جذر، وبلا مصداقية، وبلا نبل. ومهما حاول البعض، ستبقى الصورة الناصعة للرجل أقوى من أن تُشوَّه، وأكبر من أن تُمس، وأثمن من أن تُقاس بطموحات صغيرة أو حروب إلكترونية لا قيمة لها.هكذا يبقى محمد محمود ولد المصطفى… رجلًا يهاجَم لأن فضله سبقهم، ويصمت لأن أخلاقه أكبر منهم.
الحبر ميديا نقل الخبر.. بمصداقية وأمانة